
انتشرت في الآونة الأخيرة و بكثرة بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة ظاهرة استعمال الأطفال القصر و إدخالهم في مستنقع العمل وهذا برغبة كبيرة من أوليائهم سواء كانوا مقعدين أو معاقين أو ذوي دخل ضعيف الذين أرغموهم على التجارة الفوضوية سعيا لجمع المال دون مبالاة بتبعيتها ظنا منهم أنه رهان و تحدي وهذه مأساة أبطالها أولياء و ضحاياها أطفال أبرياء .
لقد أصبح معالم هذه الظاهرة في ازدياد مستمر في غياب ثقافة الوعي و الرعاية الأسرية و اجتماعية و التربوية فتلاميذ المدارس بعد أن أرموا محافظهم منذ شهر مارس الفارط توجهوا إلى العالم الخارجي الذي يبيح لهم بيع كل شيء دون استثناء دون أن يعلموا محاسنها و مخاطرها من مواد غذائية و لعب و أكياس و حمل السلع و تنظيف المحلات و حتى حراسة السيارات .
انتشار فظيع لهذه الظاهرة بالمدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة أجمع معظم مواطنيها وجمعيات أن ما أدي بهم للممارسة هذه النشاطات الوضعية اجتماعية المزرية التي طالت عائلاتهم مما فرض عليهم اختيار هذه المهنة للجمع المال و بالتالي إعانة أسرهم و أنفسهم منهم من فضل العمل كسبيل لنجاح و منهم من يرفض إلا أنه شيء محتوم أجبرهم على الخروج إلى الأسواق.
كما أن الكثير من الأطفال الذين يفضلون هذه المبيعات على الأشياء الأخرى يعتبرها مصدرا عادل لجمع المال و لا خطر فيها في الوقت الذي انحرف المئات منهم وتم استغلالهم بسبب ظروفهم الاجتماعية.
و في ظل غياب الرعاية و العناية ونقص مرافق الترفيهية و التسلية كفضاء اللعب و السياحة و افتقار دور الشباب للوسائل التي يستحقها الطفل و هو الوضع الذي ينطبق بالدرجة الأولى على أطفال المدينة الجديدة علي منجلي بقسنطينة أجبر الطفل للدخول عالم المهنة الحرة وهذا بسبب كلفة المعيشة و احتياجاتهم خاصة على أن يقتل فراغه في التسكع في الشوارع أو المكوث بالبيت و التجمع في آماكن متباعدة للممارسة أي هواية وهو واقع مر يتطلب معالجة و دراسة علمية للتخفيف من معاناة هذه الشريحة و إنقاذها من ظواهر وآفات الاجتماعية.