– الكاتبة لبت عرض الحوار مع الموقع وكان لنا هذا اللقاء في اتصال معها بعد الإعلان عن نتائج الجائزة، نقدم الروائية لمتابعي الموقع للتعرف على مسيرتها الحافلة بالنشاط والابداع.
فتحية دبش من مواليد مدينة مارث بالجمهورية التونسية، متزوجة وأم لطفلين –
زاولت تعليمها الابتدائي والثانوي والجامعي في جزء منه بتونس قبل أن تهاجر إلى فرنسا سنة 1997حيث تلتحق بالجامعة من جديد وتتحصل على شهادة ماستار في اللغة والادب العربي. حاصلة على شهادات اخرى في ميدان الطفولة والتربية لتنشيط رياض الاطفال وادارتها من معاهد فرنسية
اشتغلت بمهنة التدريس باللغة العربية في المعاهد الثانوية التونسية قبل هجرتها ثم خطة أستاذة تعليم ابتدائي باللغة الفرنسية بالمدارس الفرنسية حتى اواخر 2012
حائزة على جائزة ملتقى الأدباء الشبان بقليبية بتونس سنة 1996. انقطعت عن الكتابة لمدة عشرين سنة دون أن تفقد الشغف بالكتابة والنقد، ثم عادت
* بإصدار أول عنوانه ” رقصة النار”، وهو مجموعة قصصية قصيرة جدا، صدر عن دار الثقافية للنشر بالمنستير بالجمهورية التونسية 2017
* الإصدار الثاني وعنوانه ” صمت النواقيس ” وهو مجموعة قصصية سردية هجينة صدرت سنة 2018 عن دار تطوير المهارات للنشر والتوزيع بالقاهرة بجمهورية مصر العربية، *أخيرا رواية بعنوان ” ميلانين”، صادرة عن دار ديوان العرب للنشر والتوزيع ببور سعيد بجمهورية مصر العربية في طبعتها الأولى والثانية سنة 2019،
الى جانب مشاركة في كتاب قصصي قصير جدا بعنوان ترانيم القصص عن مجموعة كتاب ومبدعو القصة القصيرة جدا سنة 2018،
ومشاركة في كتاب نقدي جماعي بعنوان الادب الوجيز هوية تجاوزية انبثق عن ملتقى الادب الوجيز بيروت 2019
* البحث عن ديريدا، ترجمة عن الفرنسية صدرت بالبصرة 2020 ترجمة عن اللغة الفرنسية
ولها مخطوطات عدة أهمها كتاب نقدي يعتني بالقصة القصيرة جدا،
مجموعة قصصية قصيرة جدا ورواية
نشرت الكثير من المقالات النقدية والأدبية والفكرية على مواقع رقمية متعددة وكذلك بالجرائد والمجلات الورقية المحكمة. شاركت في عدد من الملتقيات المهتمة بالسرد إبداعا ونقدا وتشرف على جملة من المجموعات الأدبية الرقمية.
س1/ فتيحة دبش المبدعة تفوز بأهم الجوائز العالمية بعنوان عربي ما شعورك مبدعة نص اثار نقاشات قبل حتى الفوز؟
– إن الفوز بجائزة كتارا عن روايتي ميلانين التي أحدثت فعلا بعض الجدل وأحسن القراء تلقيها بين حكم لها وحكم عليها هو فوز للنص وللنقد في الوقت نفسه
وهذا الفوز حرر الكاتبة التي فيّ من أفكار مسبقة حول تكلس النقد و شخصنة الجوائز
لم أكتب ميلانين للمسابقات، ولم يكن بذهني مطلقا المشاركة ولكن حسن استقبال النقد لميلانين جعلني أذعن لتشجيعات الأصدقاء وأسرتي لخوض غمار التجربة. وها هي تتوج ضمن الروايات المنشورة وهو حدث أسعدني كثيرا ولكنه أيضا يضعني أمام تحديات الكتابة والنص المقبل
هذا الفوز هو فوز سؤالي الروائي تقانة وثيمة. وهو فوز النقد الأدبي العربي الذي يثبت إنه متحرك وإنه يستجيب لاشتراطات تحولا الإبداع.
س2/ هل تتوقعين الفوز بهذه الجائزة التي أصبحت محل اهتمام كبير من قبل روائيين العرب الكبار؟
– عندما شاركت كنت واثقة من نصي ولكنني لم أكن واثقة من النقد ولا من الجائزة
وخبر الفوز كسر فكرة مسبقة هيمنت عليّ كما تهيمن على الكاتب العربي بصفة عامة وهي فكرة ان الجوائز محسومة سلفا لصالح الكبار من الاسماء أو الجهات
فوزي بروايتي المنشورة الأولى وفوز غيري إلى جانب الكبير أبراهيم نصر الله يكذّب الفكرة ويعيد إلى اليقين بان نصي فاز لأنه استحق الفوز ولأن النقد متمثلا في لجان الجائزة قد أحسن تلقيه. وهذا كفيل بأن يعيد الأمل لكل الكتّاب. لا نكتب للجوائز ولكننا نستطيع الفوز بها
س3/ فتيحة دبش حدثين عن سر المتن روايتك الذي جعلها تتميز عن باقي ا
ميلانين هي رواية الهويات المتحولة واللا نهائية هي رواية العنصرية وضحاياها المبعثرون على أطراف الدنيا وهي رواية التقاطعات بين الحل والترحال وهي تقانة رواية التجريب حيث تتجاور الفنون والاجناس وتختلط في انسجام أحلم أن يمتد على واقع البشر أيضا وليس في أثر أدبي وحسب ، لعل جرأة الطرح والتجريب هو ما جعل ميلانين تنافس فتفوز ، وهو في النهاية اعتراف بطرحها الثوري واعتراف بتقاناتها أيضا وبرسالتها وقضيتي الأدبية والفكرية .
س4/ تونس ثقافيا فعلا تستحق جائزة المتمثل في شخصك كيف تنظرين إلى هذا الطرح؟
تونس تصنع صوتها الأدبي المغاير الذي ترك بصماته ويتركها على مر التاريخ ولنا في اسمائنا العظيمة كالشابي والمسعدي وبكار وغيرهم كثر أسوة حسنة. واعتقد أنه علينا نحن الكتاب من الأجيال اللاحقة على العمالقة أن نحسن احترام هذا الأرث. لذلك تألقت الأقلام التونسية ونالت حق الاعتراف بها عربيا وعالميا وهو في حد ذاته فخر وأنا طبعا فخورة بإحرازي على هذا الفوز وهو لي ولتونس وللأدب بصفة عامة
س5/ الرواية العربية بدأت تتخطى حاجز الاصدار والنقد إلى الاحتفاء والمنافسة فتيحة دبش ما نظرتها إلى واقع الرواية العربية؟
-الرواية العربية تشهد تحولات كبيرة بنظري ابداعا ونقدا. لعل سؤال التموضع من المدونة العالمية روايةً حث المبدعين على سؤال الطريق الواجب اتباعها من أجل تحقيق سؤال الرواية والكتابة بعامة. بدأت الرواية تعود إلى مجد الأسئلة والعلوم الانسانية والأنسان محورا وملاذا وواسطة. لعل هذا هو التحول الأكبر الذي واجهته الرواية العربية فصارت نكتب عالما لا طوباويا وإنما تخضع الواقع بأوجاعه وأحلامه إلى إعادة التشكيل وتخوض غمار المنافسة
س6/ المتن الروائي العربي أصبح مغامرا في مواضيع كانت طابوهات ما سر ذلك؟
– إن انفجار المعلوماتية والمعارف وانفتاح العالم على العالم أحدث صدمة في ذهن الكاتب والقارئ العربيين: نحن في مواجهة الآخر. نحن ونحن. نحن والعالم
اكتشفت الرواية العربية إنها ستكون خارج السيرورة إن هي استمرتا حالمة في عالم موازي واكتشفت أن السيرورة تحتم عليها الخوض في التابو، لا من فكرة التحدي كفعلٍ مراهق وإنما من أجل فكرة التعري أمام الأنا وفهم واقع يكاد يختنق بفعل المسكوتات عنها. وطوبى للرواية أنها تفعل وتحاول أن تقول شيئا جديدا
كلمة أخيرة لك وألف مبروك مرة ثانية من موقعنا الإلكتروني؟
شكرا للأستاذ رضا ديداني وللموقع الجاد وللقراء الذين هم وحدهم يملكون للحرف الحياة والموت… وشكرا لكتارا وهي تعترف بتجربتي الروائية فتمنحني سعادات بلا عدد. وأقول إن هذا الفوز يتجاوز شخصي ليشمل كل الأدب العربي ابداعا ونقدا
ادار الحوار / رضا ديداني
