النازيون الجدد…؟

النازيون الجدد…؟
لاحظت مؤخرا ظاهرة غريبة في مجتمعنا تنتشر بين شبابنا خاصة الذي يهوى حمل و رسم و تعليق شعارات و رسومات و صور قد يجهل الكثير منهم مغزاها و اخطارها و تعبر عن سلوكات نفسية و توجهات ثقافية معينة ومنها الصليب المعقوق للهتلرية النازية و الثوري شيغيفارا و الصليب المسيحي و السفاح الفرنسي لاكوست و المغني الامريكي جاكسون الى جانب رايات دول لا تمت لنا بصلة او بيننا و بينها تاريخ صدام لا ينتهي كفرنسا الى جانب صور حيوانات لا علاقة لها بالبيئة الجزائرية مثل الباندا و التمساح و قوريلا الى جانب شعارات انجليزية و المانية تحمل ملامح جنسية و اخرى عنصرية ..
هذه الرسومات و المجسمات شاهدناها على البسة الشباب و معلقة على جدران البيوت و على زجاج السيارات و بالمكاتب و الادارات تنم عن غياب حقيقي لهوية الجزائريين و محاولة البعض طمسها ببدائل هجينة لو ادرك الناس مغزاها و مرماها لكفروا بها الى يوم الدين ..
تساءلت مع نفسي و نحن نملك ادوات تكنولوجيا الطباعة عن سر احجام المنتجين على صنع البسة تحمل صور شهدائنا و ابطالنا و زعمائنا منذ العهد النوميدي الى يومنا هذا و تمنيت ان تحمل صور مدننا و معالمها باللغة العربية التي اصبح الكثير يستحي بالنطق بها او الكتابة ..و سالت مرة احدهم عن الصليب المعقوق الذي يرتديه في صدره فاجابني انه رمز للقوة و الشجاعة و رحت اقنعه بان هذا الرمز هو لمدمر العالم هتلر الذي كاد ان ينهي حياة البشرية في الحرب العالمية الثانية التي كلفتنا خمسين مليون قتيل و سالت اخر عن شيغي فارا فتفاجئت بانه لا يعرف عنه شيئا الا انه يمثل التمرد و العصيان و ليس ذلك الثوري البيروفي الذي قاد الحرب على امريكا في كوبا مع كاسترو و قلت له ان ثورتنا اخرجت مليون و نصف مليون افضل من شيغيفارا و سالت اخر عن تمساح لاكوست فلم يكن يعرف انه سفاح فعل الافاعيل بالجزائريين ايام حرب التحرير بينما تعجيب للذين يعشقون مغتصب الاطفال و الذي حول جنسه الذكري الى انثى و مات متخذرا في بيته المسمى جاكسون لكن مع الاسف لا يعرف هذا الشاب بقار حدة او خليفي احمد او الهاشمي قروابي و غيرهم ..
ثم رحت اتساءل ايضا عن سر الالوان التي تعشقها وزارة الصحة و السكان بطلاء مرافقها بالوان العلم الاسرائيلي مع ان اللون الازرق حسب اطباء النفس العالميين غير محبذ للراحة الصحية و يفضلون الوانا اكثر نرجسية و انفتاحا ..
مصيبتنا اليوم اننا نشعر حسب النظرية الخلدونية بالنقص امام غيرنا من الاوروبيين و الامريكيين بينما نستنسر على بعضنا البعض و نسعى الى تقزيم تاريخنا و رموز هويتنا التي تعتبر اساس قوتنا و من هنا تصبح نظرية المفكر الجزائري الفذ مالك بن نبي من المسلمات عندما يتحدث عن قابلية الجزائريين للاستعمار ..و لهذا لجانا الى تغيير شخصية مالك و زينة الى نونو و سوسو بمنظومتنا التربوية
يجب ان نعترف باننا نعيش صراع مفاهيم و افكار و لازلنا في رحلة البحث عن الهوية و تلك مصيبة عظمى لهذا برزت مؤشرات التمرد و الانتقام و التفسخ و الانحلال في اجيال الاستقلال المتتابعة و تحولت حياتنا الى مسلسلات تركية و امريكية جنوبية تافهة لا معنى لها تحكي قصص العاشقين و العنف العشوائي و الانتحار و الموت …نحن بحاجة الى تطهير قلوبنا و عقولنا قبل تحويل اجسامنا الى لوحات اشهارية مجانية للعفونة