
في قسنطينة مات الشاعر عبد الله بوخالفة المرحوم في 2اكتوبر 1988م، الصوت الشعري الذي اتخذ من ارضنا وسمائها، كفنا ماطرا،
هكذا قال الكاتب الأدرع الشريف في نص عن عبد الله، هذا الشاعر الذي ربطتني معه صداقة مراسلة طويلة قبل ان اعرفه وحين التقيته مرة في جامعة قسنطينة أدهشني بحماسته وحبه للشعر والحياة، كم نحن بؤساء في هذا الوطن الذي لا يملك حتى مدونة للكتاب والشعراء ،،، أتمنى لفتة لهذا للأثر الشعري لهذا الشاعر المتفرد ، أوجه هذا الكلام الى الأصدقاء اخوتي في قسنطينة من أصدقائه ،،، أتمنى ان لا يكون الأخير يموت في صمت ذليل .
عبد الله بوخالفة
ولد في مدينة بسكرة (شرقي الجزائر) -وتوفي في مدينة قسنطينة، بعد عمر قصير
تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط والثانوي في بسكرة، ونال شهادة البكالوريا (الثانوية العامة) (1984)، فأهلته للالتحاق بجامعة قسنطينة -قسم الفلسفة، غير أنه لم يكمل دراسته ومات منتحرًا تحت عجلات القطار
عمل لفترة مفتشًا في الخزينة العامة للدولة ببسكرة (1984)
اشترك في الاتحاد الرياضي البسكري لاعبًا بكرة القدم
شارك في مهرجانات شعرية منها: مهرجان الشاعر محمد العيد في بسكرة (1983) و(1988)، ومهرجان الأدب والثورة -سكيكدة (1988)
الإنتاج الشعري:
– – له قصائد منشورة في مجلات وصحف عصره، منها : «ليزا» – الأفق الثقافي – يومية النصر – قسنطينة – 27 من مايو 1984، و«تسابيح» – الأفق الثقافي – يومية النصر – قسنطينة – 9 من سبتمبر 1984، و«الكفن الماطر» – جريدة النصر – قسنطينة – 24 من يناير 1987، و«شلال المغامرات» – جريدة المساء – 17 من يناير 1988، وله ديوان مخطوط بعنوان «رحلة التروبادور إلى جبل بومنقوش» في حوزة أسرته. (بومنقوش جبل يطل على مدينة بسكرة)
على الرغم من حياته القصيرة، فإن شعره تجديدي ينبئ عن موهبة كان يمكن أن تكون لها مكانة بين جيل الثمانينيات الشعري الذي ينتمي إليه، يتخذ الشكل التفعيلي ويعتمد السطر الشعري بديلاً عن البيت ذي الشطرين، يعبر في قصائده عن الحب والنفس الإنسانية، والطفولة، والموت، وفلسفة الحياة والكون، وتنتمي قصائده في إجمالها إلى الاتجاه الوجداني والامتزاج بالطبيعة وتحريك جوامدها عبر استعارات وصور رمزية مبتكرة، تظهر في قصائده المفارقة بين الحياة والموت، والأمل والحزن
فاز بجائزة الشعر السنوية لمهرجان محمد العيد آل خليفة ببسكرة
يقول الشاعر والاديب بوعلام دلباني عن صديقه الراحل في حوار معه بجريدة “النصر سنة 2015م” بوخالفة ظاهرة شعرية بالجزائرية بل إنسانية متفردة.
” أعتبرُ، شخصيا، الشاعر الرَّاحل عبد الله بوخالفة (1964-1988) إحدى أبرز قاماتنا الأدبية والشعرية في جزائر الثمانينيات، وسؤالا مثل حرابا مغروزة في جسد الكتابة الجزائرية أيقظتها على قلق الوجود وظمأ الكينونة المُعَذبة في توقها إلى الامتلاء الوجوديّ والإنسانيّ، وفتحتها على مُغامرة الحداثة في أعتى اختراقاتها: حداثة الرؤية وحداثة الكتابة. وأعتقدُ أنَّ أهمَّ ما كان يُثيرني ويستوقفني فيه وأنا ألازمه وأقرأه لسنواتٍ هو ذلك التميز الكبير الذي أدركه باكرًا، وتلك النبرة التي استطاع أن يُحقق بها استقلال صوته وسط سرب المُنشدين الذين تفننوا في حفظ اللازمة الإيديولوجية والتنويع على الكلام المُستنفد. لقد كان «عبد الله بوخالفة» شاعرًا اجتهد من أجل بلوغ مقامات كتابةٍ حداثية تقطع جماليا ورؤيويا مع السائد، مُحتضنة لحظتها التاريخية ومُلتزمة بقضاياها الإنسانية وباحثة عن نشيدها الذي يُدشنُ تاريخ الحساسية الجديدة إزاء العالم والتاريخ والوجود”.
– الشاعر المرحوم عبد الله بوخالفة عرف بطيبة اخلاقه وجرأة أفكاره من عرفه من الأصدقاء او من شعراء جيله ترك بصمة مميزة يحفظونها في تاريخ علاقاتهم وهي فاصلة مبدع تبقى أثرها، نتمنى ان ننطلق لنخلد كتابنا الذين رحلوا في ظروف صعبة ولم نتتبع أثرهم ولم تجمع اثارهم الشعرية او الفكرية للعلم الشاعر المرحوم كانت له رؤية مميزة في الشعر والابداع ونظرته للفكر ككل ويشهد له الكثير من الكتاب الكبار، ان المحاولات التي قامت بها البعض
لجمع نصوصه او محاولة يبقى أثر هذا الشاعر قائما قليلة ونذكر كتاب صدر عنه جمعه أعماله ونقحها الشاعر عبد الناصر خلاف وأشرف عليه الكاتب الجزائري الدكتور “أمين الزاوي” كما كتب المفكر الشاعر بوعلام دلباني منجزا قيما عنه وهي دراسة واعية عن الشاعر، الكتاب دراسة عن أفكاره واشعاره تحت عنوان ” فجيعة التروبادور” كما قام بعض الشعراء محاولة منهم لتسليط الضوء عن شعرية الشاعر بكتابة الكثير من الدراسات والمقالات المنشورة في الجرائد الوطنية والعربية.
– في هذه الذكرى 32 سنة من وفاته نتمنى من وزارة الثقافة استحداث ملتقى باسمه او جائزة وطنية للشعر حتى لا ننسى الذاكرة الشعرية لهذا المبدع.
لنا عودة لهذا الموضوع .
متابعة / رضا ديداني