
ضيفي اليوم من مدينة يمر بها العابرون ولا تزال راسية إنها إليزي المدينة البديعة التي أنجبت كاتبة فحلة، بزغت أشعة واحتها متلألئة تزين الصحراء بهاء ورونقا، شابة حالمة في العقد الثاني من العمر، طالبة جامعية شعبة علوم وتكنولوجيا…
حكايتها مع الكتابة حكاية عشق لا تنتهي أينما ولت بوصلة الحياة، تقول أنها تنتمي إلى الحروف، اليراع خليلها تخط به على صفحات الدفاتر ابداعا منقطع النظير، الكاتبة الناشئة “بلال إمة” ضيفتي في هذا العدد:
ماذا تمثل الكتابة لك ولماذا تكتبين؟
ـ الكتابة بالنسبة لي أولا وآخرا متنفس، وحدها الكتابة تشرحنا كلما عجزنا عن ذلك، وحدها تقول عنا ما تعجز ألسنتنا عن قوله، أفضل وسيلة لإفراغ التراكمات المكبوتة داخلنا ولملمة الخراب ليكون لوحة فنية جميلة، ومن جهة أخرى فإن كل من يقرر مزاولة هذه الحرفة فقد وضع على عاتقه مسؤولية نوع الفكرة التي ستصل إلى قارئ أحرفه، وزاوية النظر التي سيصوب فكر القارئ نحوها.
هل تتذكرين أول انجاز أدبي لك ومتى كان؟
كانت انطلاقتي في عالم الكتابة منذ مايقارب السنة في مجموعة أدبية تدعى “مبعثرون”، في تلك المرحلة كنت أبحث عن وسيلة للهرب من الواقع دون مغادرته، عن طريقة أشتكي بها دون أن أتفهوه بحرف، هناك التقيت شلة من هواة الكتابة أمثالي وهم من عرفوني على جانب الكاتبة مني، فبقدر اختلافهم وتفاوت أعمارهم ووجهات نظر كل منهم للحياة، بقدر بعثرة أرواحهم كانت الكتابة تجمعهم، كانت بساطة نصوصهم وشدة مصداقيتها وشفافيتها كفيلة بجعلي أتأقلم وأندمج بينهم بسرعة غريبة، كان المبعثرون يتعاملون مع بعضهم كما يتعامل أفراد العائلة الواحدة وهكذا شيئا فشيئا وتعليقا بعد تعليق وإطراء يلي إطراء اكتشفني هؤلاء المبعثرون قبل أن أكتشف نفسي حتى، بعدها وبفضل تشجيعاتهم المتواصلة قررت إصدار أو مولود أدبي لي وهو كتاب إلى سكرتي.
لو تحدثينا عن نتاجك الأدبي واصداراتك؟
بعيدا عن خربشاتي على صفحتي الشخصية والخواطر التي إعتدت المشاركة بها في مسابقات الصفحات الإلكترونية، فإن كتاب إلى سكرتي هو أول إصداراتي الأدبية وهو رسالة طويلة مجزأة إلى بضع عناوين وتتضمن عدة نصائح في عدة أمور مختلفة في الحياة اليومية لأي فتاة، من بينها توضيحات لعدة مفاهيم اختل مفهومها عند أغلب بنات جيلنا كالمفهوم الحقيقي للعائلة ودعم العائلة ومفهوم النجاح، مفهوم الحب، كما تضمنت الرسالة محاولة توضيح لخطورة الحرب الشعواء التي يشنها الإعلام بشكل عام ضد شخصية “حواء الإسلام” وكيف أننا كبنات الإسلام غافلات كل الغفلة عن هذه الحرب وأصبح من واجبنا ان نستفيق لنجاهد أنفسنا أولا وأعداء الإسلام ثانيا ضد هذا التضليل في سبيل النهوض بحواء الإسلام الأصلية.
من هم أشْهر الكتاب الذِين تتابعينهم وما هي هواياتك بعيدا عن الكتابة ؟
في الواقع لست من هواة القراءة كثيرا، أو بالأحرى ليس كل كتاب أراه قد تنتابني الرغبة بالتوغل بين صفحاته ، إذ أميل إلى قراءة الكتب التي أرى أني قد أخرج منها بمنفعة غير التسلية، لذى لا أتابع كاتبا معينا إنما اتابع الكتب، لكن أكثر من استمالتني كتبهم لحد الآن هما الكاتب ابراهيم الفقي والكاتبة حنان لاشين
ما هي طموحاتك ومشاريعك المستقبلية ونظرتك لدار رسائل للنشر والتوزيع؟
كوني ثاني وأصغر رائدة لميدان الكتابة في ولاية إليزي لدي رغبة شديدة في تحريك دولاب الأدب في ولايتنا، حيث أنها نوعا ما تعاني ركودا واضحا لسيل رواد هذا المجال، وشبه انعدام للمبادرات والمسابقات الأدبية، ومن يدري قد نفتح مستقبلا فرعا للنشر هاهنا لنلتحق ببقية الولايات في هذا الميدان، معاملة دار رسائل للنشر والتوزيع بشكل عام ومديره السيد “أيمن حولي” بشكل خاص كفيلة بجعلك ترغب في ارتياد هذا المجال حتى أن كنت تملك ترددا في ذلك، وهما أكبر محفز للإستمرار في هذه الرغبة ومصدر للإلهام بحق.
سعداء بكِ اليومَ، كلمة ختامية لكل القراء ؟
عزيزي القارئ: القراءة ليست موضة والكتب ليست أقمشة أو أحذية لتحدد مدى ثقافة بعدد ما قرأت أو ملكت منها، القراءة هي هروب من عالمنا إلى عالم آخر يجعلك ترى العالم بشكل أوضح، عالم يمنحك ساحات خيال أوسع وخيارات أكثر وتوضيحات أكثر ووجهات نظر متعددة، فاقرأ لتنمو ذاتك وتسمو، لتستفيد، لتكبر مساحة تفكيرك وتزداد شساعة، لتوضح منهجك، اقرأ من أجلك لا تقرأ من أجل غيرك.
حاورها: فؤاد بوجلدة