بنو قينقاع …….؟

لا يختلف اثنان بان علاقة العبد بربه مسالة نسبية وفق مشاعر كل واحد منا و نيته الصادقة و إخلاصه في العبادات و لنا في الرسول الأعظم ص القدوة الحسنة في مراحل نبوته و أداء رسالته حيث جاء الإسلام في مكة ليوضح سر العبادات و الواجبات الروحية لينتقل إلى المدينة حيث بدأت الدولة الإسلامية تتشكل و هي مرحلة ربانية لها من الحكم ما يجعلنا نعي العمق الحقيقي لأهداف الرسالة التي اتسم أصحابها من أوائل المسلمين بالأخلاق الرفيعة و المعاملات الإنسانية الراقية ..بل ان المناطق الجغرافية التي انتشر فيها الإسلام بواسطة المبادلات التجارية في شرق آسيا و وسط إفريقيا و أقصى شرق أوروبا هي التي حافظت على التركيبة البشرية للمسلمين الفاعلين الذين يتصفون بتعاليم الدين الراقية بينما لازالت المناطق التي انتشر بها الإسلام عن طريق الفتح المسلح بؤرة للتوتر و الردة و العنف و الإرهاب مثل شمال إفريقيا و غرب آسيا ..
عندنا مع الأسف في الجزائر ظهرت فئة شاذة و غريبة على مجتمعنا يبدو أنها ستعلن النبوة قريبا و أوكلت الى نفسها مسؤولية تكفير الخلق و منح صكوك الغفران للدخول إلى الجنة أو إحالة البشر إلى الجحيم هاته الفئة اغلب أفرادها لا يتجاوز مستواهم التعليمي الرابعة متوسط و لا يحفظون حديثا صحيحا و لا جزء ميسر من القران الكريم و ثقافتهم الفقهية محدودة جدا لا تتجاوز سنن الوضوء و آداب الجماع تتميز بسلوكات غريبة لا تمت بالإسلام بصلة و تعتمد في معاملاتها على عزلة الناس و تكفيرهم و تصنيفهم بشتى النعوت و سلوكاتها تدل على تدني مستوى فهمها للدين و أتعجب عندما أرى غالبيتهم تتجمع في زاوية من الشارع و يفرطون في القهقهة و مراقبة عورات الناس و ينتظرون اقتراب موعد الصلاة ليقومون بالعدو الريفي نحو المساجد للفت النظر على أنهم عباد الله المخلصين و المصففين و لا كتاب لهم الا صحيح البخاري الذي لا يقرؤونه و همهم الوحيد الالتزام برزنامة الجنائز و الأعراس للاستمتاع بنعمة الله من الولائم و موائد ما لذ= و طاب ..
و لقد التقيت احدهم يوما لاتقرب من فهم الظاهرة اكثر فتفاجئت بالتفاهة الكارثية عندما وجحدت صاحبنا لا يفرق بين الايات القرئانية و الأحاديث النبوية و الأمثال الشعبية و لا يعرف من حياة الرسول الأعظم ص إلا امه أمنة بنت وهب و أبيه عبد الله بن عبد المطلب و زوجتيه خديجة و عائشة لدرجة ان صاحبنا راح يجادلني و يكذبني في موقع مدفن الرسول ص كونه بمكة و ليس بالمدينة المنورة ..لا لشيء إلا لان أشباهه لا يعترفون بقوله تعالى ..و ما أوتيتم من العلم إلا قليلا ..و قل ربي زدني علما ..ثم هناك حقيقة مرة أن اغلب هؤلاء مع احترام قاعدة الاستثناء انتقلوا بطريقة ميكانيكية من خياركم في الجاهلية إلى خياركم في الإسلام فمن حياة الترف و الانحراف و ارتكاب المعاصي و الموبقات إلى التكفير عن الذنوب بطريقة إعلان النبوة و كتابة لائحة جديدة للمترشحين للدخول إلى الجنة ..و السبب في كل هذه المصيبة غياب الدور الحقيقي لهيئات الدعوة الإسلامية السنية المعتدلة و نشر التعاليم الصحيحة للدين وفق منهاج أخلاقية وفقهية سليمة بعيدا عن ظاهرة التدين التي ترويها لنا قصة يهود قينقاع مع احترامي الشديد لكثير من أئمتنا و دعاتنا بارك الله في معاملاتهم و تضلعهم في أصول الدين و طهارتهم و ترفعهم عن الدنايا و الخطايا ..