نقطة ...وارجع للسطر
أولاد .. البودرة……وحليمة السعدية ؟

في كل مرة اطرح على نفسي سؤالا لماذا أصبحت أمهات العقد الأخير يرفضن إرضاع أولادهن بافتعال مبررات اقل ما يقال عنها أنها واهية و غير متطابقة مع سنة الكون و الشرع الإسلامي فقد اقر الله عز و جل ان الوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين ذلك ان الرضاعة الطبيعية و أحكامها و حكمها تصب في بناء مجتمع نظيف و أصيل و متمسك بدينه وخال من احترافية إبليس ..
أمهاتنا في عقود سابقة و رغم الميزيرية و الفقر و كل مصائب الدنيا ارضعن أولادهن أعوام كاملة و كن ينجبن أكثر من عشرة و مع هذا كانت تلك الأمهات تعتبر الإرضاع مسؤولية أسرية و دينية و أنثوية أيضا و لا تعتبر المرأة نفسها اما إلا إذا أرضعت أبنائها فأنجبن فعلا الرجال الرجال و نساء النساء أما اليوم فتستعير الأم العصرية من إرضاع وليدها و تعتبرها عادة سيئة و قبيحة بل و مشينة الى كرامتها بل ان تلك الأم و ما أكثرها في مجتمعنا ترفض حتى تربية أبنائها فتوزعهم شتاتا على الأخوال و الأعمام و ما اقترب منها من الأهل بل أن هناك من الأمهات من يتنازلن أصلا عن أولادهم لصالح أقرباء لا ينجبن أطفالا تلك هي قمة الأمومة النموذجية
لقد اجمع أطباء العالم ان حليب الأم مصدرا لوقاية الطفل من كل الأمراض المحتملة و يحتوي على حصانة منيعة ضد الجراثيم و الميكروبات و اجمع علماء النفس في العالم ان حليب الأم يمنح الاكتفاء النفسي من الحنان و العاطفة الإنسانية الغريزية للطفل فيسلم منشؤه و اجمع علماء الدين في العالم ان حليب الأم حكمة إلهية لدرجة ان الرضيع المتوفي يجر والدته بالحبل السري إلى الجنة رغم آثامها
لقد كان الناس يميزون الرجال عن النساء بالرضاعة أما اليوم فصدقوني ابحث عن الأمهات فلم أجدهن اغلب أطفالهم يستهلكون حليب البودرة المستورد نجهل حتى مكوناته الطبيعية و العضوية و لهذا قال لي احد الشيوخ يا ولدي هذا الجيل الذي شاع بينه الفساد و الانحلال الخلقي و الجريمة و الديوثة رضع من مصانع هولندا و سويسرا و كندا و بلاد الكفر و الزندقة التي نستورد منها الحليب و ذكرني بزوجته الراحلة التي أنجبت له تسعة رجال و ست نساء كلهم رضعوا من صدرها و كلهم الآن بأسرهم و حتى أحفادهم و بأخلاق عالية ..
و قد صح قول هذا الشيخ إذا ما نظرنا الى أمهات الديجتال و الفيجتال و أولاد الجوتابل الذين أنجبناهم لدرجة انك تشك في بعض الأطفال رغم صغرهم بان لهم أب و أم من سوء التربية و دناءة الأخلاق و صحانية الوجه هذا ما فعله بنا حليب البودرة لأننا ناهضنا شريعة الكون و خالفنا أحكام الإسلام و قداسة القران ..فأصبحنا ننجب جيلا قد يذبحنا جميعا و الدليل ما نتابعه يوميا عن جرائم القتل أولاد يذبحون أمهاتهم و أبائهم و أطفال قصر يتقاتلون بالسيوف و يستبيحون الدم في رمضان و أطفال يتاجرون و يستهلكون المخدرات و أطفال يمارسون الدعارة جهارا نهارا و بالتالي اشك بان هؤلاء ذاقوا و لو قطرة حليب من أمهاتهم ..
سالت مرة امرأة شابة رزقها الله بطفل بهي الطلعة عن سبب رفضها إرضاعه فأجابتني أولا أنها عاملة و ليس لها الوقت لإرضاع ابنها و ثانيا أنها تخشى على رشاقتها و صحتها و تعجبت لهذه الأسباب القبيحة في الواقع التي تتنافى مع كل الأحكام الدينية رحم الله آمنة بنت وهب التي أرضعت سيد البشرية و لم تكتف فقط بنفسها بل أرسلته الى حليمة السعدية فكان للرسول ص والدتين مرضعتين فما أعظم أخلاق الحبيب المصطفى ..