إبنة بيضاء برج القاصة “آمال بسمة عريف” تفتك جائزة دار الأديب المصرية صنف القصة القصيرة

ضيفة اليوم طالبة جامعية تخصص علوم البيئة متوجة ولائيا بجائزة أحسن بطاقة قراءة لا تُميِّز أثناء قراءتها للكتب ، تَقرأ للجميع ، تَقرأ حتَّى لِمَن لَم يُحالفهم حظُّ التَّرويج الصِّحفيِّ و الإعلاميِّ ، و أحيانًا كثيرة تَستمرُّ في قراءة إبداعاتهم ، و رغم ذلك تَرَى نفسها مُقصِّرة في تخصيص وقت كافٍ للقراءة.
هي قارئة و تقول “يقال عنها كاتبة” تَكتب القصة القصيرة ، النثر الشاعر ، و حتى الرواية أصدرتْ رواية “لا أستطيع التنفس” بمصر و مجموعتها القصصية “خلود في منفى القلم” قيد الطبع داخل الوطن ، تمتلك في رصيدها تسع تتويجات دولية بصنف القصة القصيرة آخرها “المسابقة العربية الأدبية بالمغرب بالتعاون مع وزارة الثقافة سوسة الدورة الثانية.
آمال بسمة عريف الملقبة ببسمات القوافي ، قاصة جزائرية من ولاية سطيف مثَّلت الجزائر في أكثر من مسابقة عالمية بصنف القصة القصيرة و الشعر النثري من العراق إلى الأردن إلى لبنان إلى الشارقة إلى تونس و أخيرا المغرب.
نبدأ بـ :
1_ ماذا تمثل الكتابة لآمال بسمة عريف و لماذا تكتبين؟
بداية تحية من قلب الوتين أزفها لكم، قلتها في أكثر من مناسبة ، الكتابة في الجزائر معجزة ذلك لأنّها رصاصة تخترق جِدار الصّمت و حكاية حياةٍ تسعى لأن تنفذ من أقطارات السماوات و الأرض فلإن كتب النّاس بحبرهم فإنَّ الجزائريّين يكتبون بدمائهم و لإِن كتبتْ المرأة فيها فذلك شيء تجلس له المُعجزات الأربُعاء.
الكتابة بالنسبة لي هي أن تقرأ ذاتك و تعرف نفسك و كأنَّ كل كلمة تخرج موشَّاة بجزأ منك حتى يَخالك النّاس تكتب لنفسك لا لغيرك ، الكتابة نقوش ثورة ناعمة و انتفاضة أيضا تجد سلواها و عزاءها في مناجاةِ الحرف.
أنا أكتب لتشفى جراحي ، جراح الشّعور ، أكتب لأنّ حاجة مُلحَّة في أعماقي تدفعني إلى ذلك ، تدفعني إلى لذّة الخلق فالكتابة خلق من نوع ما ، أكتب لأن القلم إكسير الحياة و الحرف أرواح جديدة و الورق إغراءٌ بالإستمرار ، يقول نزار قباني :”أكتب كي أفجِّر الأشياء و الكتابة إنفجار ، أكتب كي ينتصر الضّوء على العتمة و القصيدة انتصار” ، باِختصار الكتابة قلبٌ ثانٍ ينبض بداخلي و رئة ثالثة أتنفّس بها.
2_ آخر تتويج لك كان “المسابقة الأدبية العربية بالمغرب دورة القصة القصيرة” ومسابقة دار الأديب المصرية صنف القصة القصيرة ، حدثينا عن هذه التَّجربة؟
الحمد لله مثَّلت الجزائر في هذه المسابقة و تم الإعلان عن تأهل نصِّي “ريشة حلم و أمل” و تصدره القائمة الطويلة ليكون مع النصُّوص الأوائل ، هي تجربة تضيف لي الكثير فأنا لازلت قارئة بالدَّرجة الأولى لا كاتبة و هذا يدفعني قدمًا لخوضِ غِمار تمثيل بلدي أوَّلا و ولايتي ثانيًا في عديد المحافل الدوليَّة القادمة بإذن اللَّه، بالنسبة لمسابقة دار الأديب الدولية ففزت بجائزة القصة القصيرة عن الجزء الثاني لقصتي المعنونة بـ “ريشة حلم وأمل”.
3_ كنتِ قد تُوِّجتِ بمصر عن صنف النَّثر الشّاعر و شاركت بمؤلفات جامعة في المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة ، حديثنا عن هذه التَّجربة أيضا؟
كنتُ قد تُوِّجت بدرع إبن النِّيل الأدبي بصنف النّثر الشّاعر عن نص “و اختفى أبو القاسم” كما أني شاركت في مسابقات منظمة من طرف الملتقى نفسه لأفوز في عديدها و لتشارك نصوصي الفائزة في كتب جامعة و تكون الأخيرة حاضرة في المعرض الدولي للكتاب بمصر.
4_ هل من الممكن أن نعرف الأعمال المنتجة و كذا الأعمال التي في طور التحضير؟
الكاتب الذي يغرِّد خارج السِّرب ليس بكاتب و لا يحمل قدرا من الإنسانية حق الوطن و المجتمع ، هو جملة من المشاعر لأنه ابن بيئته ، لذا فإن الكتابة جواز سفر للعقول و القلوب معا و الكاتب سفير يحمل هموم أهله ، قضاياهم و ثقافتهم.
بالنسبة لباكورة نتاجي الأدبي ، الحمد لله لي مؤلفين قيد الإصدار … الأول مجموعة قصصية معنونة بـ “خلود في منفى القلم” ، نصوص اعتمدت فيها الواقع و غير الواقع … هي نقوش ثورة ناعمة و انتفاضة أيضا تتطلع إلى بسمة تشرق كي لا تبقى أسيرة الأوهام و الأحزان مكاشفة صريحة لخلجات الروح التواقة للحق و الحنين أنثرها في قلوب قرائي بكل ما تحمله تجربتي الإبداعي من بكارة ، عفوية و انطلاق.
كذا رواية بعنوان “لا أستطيع التنفس” وقفت فيها على أطلال الذكرى متأملة حينا و متألمة أحيانا ، أطلقت فيها العنان لأشواقي و همساتي فأرسلت عبر أريج صفحاتها تراتلي العذبة ونجواي لتصل إلى وجدان كل متلقي و كأنها شظايا روحي الباسمة و مرح يراعي الهائم.
5_ لماذا هذا التوجه نحو القصة القصيرة؟
تجربتي بمجال الكتابة ربيع مزهر مزدان بألوان قوس قزح السبعة ، بقدر بساطتها بقدر تميزها كونها ولدت من مخاض الصدفة ، لأنني لا أزال قارئة لا كاتبة فلقب الكاتب أَجَلّ و أكبر من أن ألقب نفسي به على الأقل الآن لكن سأكون بإذن الله ، اخترت التوجه لصنف القصة القصيرة لأنني وجدت فيها ظالتي ، طالما عشقت الحرف و غموضه فإنتقى قلمي القصة للبوح بالأبجدية تامة ، فن القصة القصيرة يغمد فيّ سيفا من المشاعر و يحصرني في بوتقة التأمل و الإبداع.
6_ سعيدٌ بكِ اليومَ، كرمًا لا أمرًا اختمي الـحوار .
جزيل الشُّكر و عظيم الإمتنان لطاقم الشرق اليوم والصحفي فؤاد بوجلدة على الدّعم الدّائم للشَّباب المبدع ، شكرا لأبي الذي جعلني آمال بسمة التي أنا عليها اليوم ، أتمنى أن أكون ضيفة خفيفة الظل هادئة الطَّل و أن أكون إضافةً للأدب النِّسوي الجزائري تفخرون بها يوما ما ، تحياتي و القوافي من بسمات القوافي إلى كل قارئ … كل الوِد.
#حاورها: فؤاد بوجلدة